التهيئة النفسية لطفل الروضة
يمثل ذهاب الطفل إلى الروضة نقلة نوعية
كبيرة في حياته، فبعد أن كان يقضي معظم وقته بين أحضان أمه يرتوي من حنانها،
ويتغذى بعطفها، وبعد أن كان يلعب مع إخوته، أو بعض أقاربه، أو بعض جيرانه، أصبح
مطلوبًا منه أن يغادر بيته ليبقى وحده لعدة ساعات بعيدًا عن أحضان أمه في مكان
غريب عنه لم يألفه من قبل، ويكون مفروضًا عليه أن يلتقي ويتعامل مع معلمات ورفاق
لا تربطه بهم أي علاقة، ولم يتعامل معهم من قبل.
وهذا يتطلب من الوالدين أن يعملا معًا على
تهيئة الطفل لهذه النقلة الجديدة بصورة جيدة؛ حتى ينجح في تقبل هذا العالم الجديد،
ويستطيع أن يتكيف معه.
1
- تهيئة الأم للانفصال عن طفلها:
أولى الخطوات لتهيئة الطفل للذهاب إلى الروضة
أن تهيئ الأم نفسها للانفصال عن طفلها لبعض الوقت، لما في ذلك من انعكاس على مشاعر
الطفل تجاه هذا الانفصال، فإذا كان لدى الأم شعور بالتردد أو القلق، أو عدم
الارتياح للانفصال عن طفلها لبعض الوقت، أو إذا كانت غير مقتنعة تمامًا بالمكان
الذي ستترك فيه الطفل، أو غير راضية عن تركه في الروضة؛ فإن هذه المشاعر السلبية
سيلتقطها الطفل، وستؤثر على مشاعره واتجاهاته نحو الروضة بصورة سلبية، أما إذا
كانت مشاعر الأم واتجاهاتها نحو الروضة وأهميتها إيجابية؛ فسينعكس هذا أيضًا
بالإيجاب على الطفل.
2- الحديث مع الطفل عن الروضة:
على الوالدين أن يتحدثا مع الطفل عن الروضة
بشكل عام ومبسط، وعما فيها من ألعاب وأنشطة متنوعة يستطيع أن يستمتع بممارستها حين
يذهب إليها، وكذلك إظهار الروضة على أنها شيء جميل ومن المهم أيضاًعدم تهديد الطفل
بالذهاب للروضة وإظهارها كمكان للعقاب إذا
لم يتوقف عما يفعله من أخطاء.
3-
زيارة الطفل للروضة:
من العوامل التي تساعد على تهيئة الطفل
للروضة أن يزورها مرات عديدة قبل أن يذهب إليها بشكل رسمي، ويُسمح له باللعب ببعض
الألعاب المتاحة بها لبعض الوقت، فذلك سيمنحه شعورًا بالألفة تجاه المكان، ويذهب
عنه رهبة المكان الجديد، ويمنحه شعورًا إيجابيًّا نحو الروضة، ويتيح له ذلك التعرف
على المشرفين على الروضة، ومد جسور الألفة والمودة بينهم وبينه.
4-
توثيق صلة الطفل برفاق الروضة:
توثيق الصلة بين الطفل وبين بعض الأطفال من
أبناء الجيران، أو الأقارب، أو الأصدقاء الموجودين بالفعل في الروضة، أو المتوقع
أن يدخلوا نفس الروضة التي سيذهب إليها، يساعده كثيرًا على قبولها، ويسرّع من
عملية تأقلمه وتكيفه مع هذا العالم الجديد عليه.
ويمكن للوالدين العمل على توثيق هذه الصلة
بإجراء الزيارات المتبادلة بين الأسرتين، وتشجيع الأطفال على اللعب معًا، أو
بالتواصل معًا خلال الهاتف، كذلك استثمار أيٍّ من المناسبات لدعوة هؤلاء الأطفال
لحضورها مع طفلهما، وغير ذلك من الأفكار التي تدعم العلاقة بين الطفل ومن سيرافقه
في الروضة.
5-
اصطحابه عند شراء مستلزمات الروضة:
على الوالدين عند ذهابهما لشراء مستلزمات
الطفل للروضة أن يصحباه معهما، ويتركا له المجال لاختيار هذه المستلزمات من حقيبة
وأقلام وألوان ودفاتر جذابة، بل عليهما قبل ذلك أن يشيعا جوا من البهجة والإثارة
نحو اليوم الذي سيذهبون فيه لشراء هذه المستلزمات.
6-
التدرج في ذهابه إلى الروضة:
والمقصود هو ألا يتم دفع الطفل للذهاب للروضة
بيومها الكامل مرة واحدة، بل ينبغي أن يتم ذلك بالتدرج في عدد الساعات التي يقضيها
في الروضة، فمن الممكن أن يبدأ ذلك بقضائه ساعة واحدة في الروضة، ثم تزداد بعد عدة
أيام لساعة أخرى.. وهكذا حتى يصل إلى بقائه طوال يوم الروضة.
7-
البقاء معه بعض الوقت:
في الفترات الأولى من ذهاب الطفل للروضة
يحتاج إلى بقاء أمه معه لبعض الوقت، ثم مع مرور الأيام تقل فترة التواجد بشكل
متدرج.
8-
مشاركته اللعب:
وعلى الأم أن تحرص على مشاركته اللعب، سواء
مع أصدقائه، أو مشاركته لعبًا خاصًّا به؛ كاللعب على الأرجوحة خلال فترات جلوسها
معه في الروضة، أو عند ذهابه، أو ساعة اصطحابه للبيت.
9-
التحدث مع الطفل عن يومه في الروضة :
من الضروري أن يجري الوالدان حوارًا مع
الطفل عن يومه في الروضة، وكيف قضى هذا اليوم؟ وما هي الأنشطة والأعمال التي
مارسها اليوم؟ وماذا قالت لهم المعلمة؟ ومن حضر من زملائه ومن غاب؟ وما المشاكل
التي واجهته في اليوم؟ وكيف تعامل معها؟ ... إلخ.
10-
اصطحاب بعض أشيائه للروضة:
من الأمور التي تساعد على ارتباط الطفل
بالروضة أن يُسمح له، بل ويشجع على أخذ بعض الأشياء الخاصة به، مثل: بعض ألعابه،
أو قصصه، فهذا يشعره بالأمان؛ لأننا بهذه الطريقة نربط بين وجوده في الروضة وبين
وجوده بالبيت، وكأننا نقول له بطريقة لا شعورية: "إن الروضة مثل بيتك"،
ومن ناحية أخرى يشبع ذلك حب استعراض الطفل لأشيائه أمام الآخرين.