أهداف التعليم المبكر (رياض الأطفال) بالمملكة العربية السعودية:
المقدمة:
رياض الأطفال مرحلة متميزة لنمو الطفل حينما يكون أكثر قابلية للتغير والتأقلم النفسي والبيئي. لذلك أجمع علماء النفس والتربية على وصف الطفولة المبكرة بـ "المرحلة الحرجة" لما لها من تأثير بالغ في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته واستعداده للتعلم. فهي مرحلة تكوين الضمير والخروج من المركزية الذاتية وبداية نمو الشعور بالمسئولية وحقوق الآخرين. وهي مرحلة تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية مثل الاستقلال الذاتي وحب العمل والإنجاز والتعاون واحترام النظام. وهي أيضاً مرحلة التأسيس الأولى للغة، وذلك لما توفره هذه البيئة التعليمية من ممارسات وأنشطة لغوية تزيد من حصيلة الطفل من المفردات والتراكيب والاستخدامات اللغوية. كما أن هذه المرحلة هي أسرع فترة لنمو العقل، حيث إن خلايا عقل الإنسان البالغ تستكمل نموها التكويني أثناء هذه الفترة وأن الأساس المنطقي لأكثر المفاهيم الرياضية والعلمية يبدأ تشكيله أثناء هذه الفترة أيضاً.
الدراسات الطولية المقارنة أثبتت أن الطلاب الذين التحقوا ببرامج رياض الأطفال تفوقوا على أقرانهم الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال في اختبارات الذكاء (Stanford Binet)و(PBVT) (Consortium, 1983 & Ceci, 1991)، وفي مقاييس التكيف النفسي والسلوك (Anderson, Entwisle, 1987 & Kellaghan, 1993) وفي نسبة الرسوب وإعادة بعض المراحل الدراسية. بل إن التأثير الإيجابي للالتحاق برياض الأطفال في حياة هؤلاء الطلبة تجاوز فترة المراهقة حيث كشفت تلك الدراسات الطولية المقارنة التأثير الإيجابي لرياض الأطفال في ارتفاع معدلات التخرج وفي تحسن فرص العمل والانخراط في سوق العمل. لذلك أصبح الاهتمام بمرحلة التعليم ما قبل الابتدائي من الاتجاهات العالمية الحديثة، حيث إن عدم استغلال هذه المرحلة أو ضعفها قد يؤدي إلى خسائر ونتائج سلبية على حياة الطفل الشخصية والتعليمية، بل وخسائر اقتصادية على الدولة. ومن هنا بدأ الاهتمام-عالمياً-بأهداف رياض الأطفال، وبرامجها، وبرامج إعداد معلماتها.
وفي ظل نمو العملية التربوية بشكل عام في المملكة العربية السعودية، تجد مرحلة التعليم المبكر المزيد من الاهتمام الحكومي متمثلاً في الرئاسة العامة لتعليم البنات، وفي الاهتمام الشعبي من قبل المواطنين. وتكاد تكون الظروف التي أدت إلى هذا الاهتمام متشابهة على المستوى العالمي من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية داخل المجتمعات، فالتحول في المفاهيم الثقافية وارتفاع الوعي الثقافي لدى الأسر بتقدير هذه المرحلة التربوية، والتغير في طبيعة البناء الأسري نحو الأسر الصغيرة (النووية) مع خروج المرأة للعمل، بالإضافة إلى ما تفرضه الحياة في المدن من ظروف سكنية (عمائر وشقق مكتظة بالسكان)، وحسابات أمنية ومرورية للأطفال، جميع هذه الظروف أدت إلى إعادة نظر اكثر الدول المتقدمة في موقع رياض الأطفال في نظام التعليم بشكل يتفق مع نظرة العالم التربوي الأمريكي (جون ديوي) من "إن رياض الأطفال قد أصبحت جزءاًً حقيقيا من النظام المدرسي، كخطوة أولى في العملية التربوية، وليست مجرد إضافة لا ضرورة لها." .
والمستشرف لتغيرات المستقبل يرى مؤشرات واضحة وقوية نحو زيادة الطلب لخدمات مؤسسات رياض الأطفال في المملكة، بدأت تعبر عن نفسها في قوائم الانتظار لدى بعض مؤسسات التعليم المبكر. فعدد رياض الأطفال في ازدياد مستمر وسريع، نتيجة لسرعة زيادة الأطفال المواليد في السعودية، ونتيجة لانتشار التسليم أهمية التعليم ما قبل الابتدائي على حياة الطفل لدى الأسرة السعودية، ونتيجة لزيادة نسبة عمل المرأة وخروجها للعمل أو الدراسة، وتحول شكل الأسرة السعودية من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية. والمملكة العربية السعودية أدركت مثل هذه الأهمية مبكراً ووضعت لهذه المرحلة أهدافها العامة ضمن الوثيقة العامة لسياسة التعليم التي صدرت لأول مرة عام 1390هـ الموافق 1970م . هذا بالرغم من أنها لا تزال مرحلة تعليمية لا تدخل ضمن سلم التعليم الرسمي للدولة. واللجنة العليا لسياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية تؤكد على أهمية مرحلة رياض الأطفال والاستفادة منها في تكوين شخصية الطفل بما ينعكس إيجابياً على مستقبله النفسي والاجتماعي والدراسي. وفي الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام الرسمي بهذه المرحلة أكثر إلحاحاً وجديةً نظراً لتزايد الطلب الاجتماعي على مؤسساتها والزيادة الملحوظة في أعداد هذه المؤسسات، الأمر الذي أدى إلى تحرك السلطات التربوية المسئولة نحو دراسة جدوى تحويل رياض الأطفال إلى مرحلة مستقلة ضمن سلم التعليم العام بالدولة.
رياض الأطفال:
"هي مؤسسات تربوية تعليمية ترعى الأطفال في المرحلة السنية من ثلاث أو أربع سنوات حتى سن السادسة، وتسبق المرحلة التعليمية أو التعليم الأساسي. وتقدم رياض الأطفال رعاية منظمة هادفة محددة المعالم، لها فلسفتها وأسسها وأساليبها وطرقها التي تسند إلى مبادئ ونظريات علمية ينبغي السير على هديها " . وتعد رياض الأطفال بذلك الحلقة الأولى في التسلسل التعليمي كمؤسسة تعليمية أو جزء من نظام تربوي مخصص لتعليم الأطفال الصغار من 4 – 6 سنوات وهذه تتميز كما أشار إلى ذلك " جود Good " بأنشطة اللعب المنظم ذي القيم التعليمية والاجتماعية، وبإتاحة الفرص للتعبير الذاتي للطفل والتدريب على كيفية العمل والحياة مع ما يتناسق، في بيئة وبرامج وأدوات مختارة بعناية لتشجيع نمو الطفل .
وتعرف لائحة العمل الداخلي برياض الأطفال الصادر من الرئاسة العامة لتعليم البنات بالمملكة العربية السعودية روضة الأطفال على أنها " مؤسسة تربوية اجتماعية تقوم على رعاية الأطفال في السنوات الثلاث التي تسبق دخولهم المرحلة الابتدائية، ويشمل اهتمامها نواحي نموهم المختلفة من لغوية وبدنية واجتماعية ونفسية وإدراكية وانفعالية وغيرها، هادفة إلى توفير أفضل الظروف التي تمكن النمو السليم المتوازن في هذه النواحي، وذلك بتقديم برنامج يشمل اللعب والتسلية والتعليم " .
ويقصد برياض الأطفال في هذه الدراسة مؤسسات رياض الأطفال الحكومية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات وكذلك مدارس رياض الأطفال الأهلية التي يتم الإشراف عليها من قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات بمدينة الرياض.
ويتفق المهتمون بدراسات الطفولة وأدبياتها على أن رياض الأطفال مرحلة تعليمية تسبق المرحلة الابتدائية ولكنهم يختلفون في مسمياتها على أنها " روضة أطفال (Kindergarten) أو " دار حضانة Nursery " أو طفولة مبكرة " Early Childhood Education "، أو " تعليم ما قبل المدرسة " Pre-School Education ". وعموماً تعني هذه المسميات أن رياض الأطفال هي "الدور التربوية التي تنهض برعاية الأطفال، وترعى نموهم الجسمي والعقلي والنفسي، وتسهل انتقالهم من الحياة المنزلية إلى التربية المدرسيـة، وتستقبل الأطفال الصغار الذين أكملوا السنة الثالثة من عمرهم" .
ويعرف قاموس التربية روضة الأطفال بأنها "مؤسسة تربوية خصصت لتربية الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3، 6 سنوات، وتتميز بأنشطة متعددة تهدف إلى إكساب الأطفال القيم التربوية والاجتماعية، وإتاحة الفرصة للتعبير عن الذات، والتدريب على كيفية العمل والحياة معا"ً.
ومؤسسات رياض الأطفال هي تلك المؤسسات التعليمية الحكومية والأهلية التي تقوم بقبول الأطفال دون سن الدخول للمدرسة الابتدائية، وتقوم بتقديم البرامج التربوية لهم بهدف إعدادهم وإكسابهم بعض القدرات والمهارات المعرفية والاجتماعية استعداداً لدخولهم المرحلة الابتدائية. ويشمل اهتمامها نواحي نموهم المختلفة من لغوية وبدنية واجتماعية ونفسية وإدراكية وانفعالية وغيرها، مما يحقق توفير بيئة تعليمية وترويحية أفضل تمكن من النمو السليم المتوازن في هذه النواحي.
وتنبثق أهمية رياض الأطفال من أهمية التعامل مع الأطفال في السنوات المبكرة، حيث تؤكد الكثير من الدراسات النفسية والتربوية في مجال الطفولة على أن كل ما يحققه الفرد من تعلم يبدأ غرس جذوره في الطفولة المبكرة، وأن السمات المستقبلية للفرد تتحدد في السنوات الست الأولى من عمره .
أهداف رياض الأطفال :
يري عدنان مصلح أن هناك أهدافاً تربوية منشودة لمؤسسات رياض الأطفال تتلخص في :
1 - أن تنمي شعور الطفل بالثقة في نفسه وفي الآخرين وتشبع حاجاته إلى الاستقلال.
2 – أن توفر للطفل المواد المناسبة التي يتمكن بواسطتها من استكشاف محيط بيئته.
3 – أن تنمي في الطفل رغبته للعيش مع الآخرين وتقديره لذاته.
4 – أن تساعد الطفل على التكيف الاجتماعي وتهيئ لديه القدرة على التعبير عن أحاسيسه وشعوره.
5 – أن تملأ نفس الأطفال بحب كل ما هو جميل في الحياة.
6 – أن تنمي في الطفل حب العطاء.
7 – أن توفر الرعاية الصحية للطفل.
8 – أن تعنى بتنمية قوى الطفل العقلية.
9 – أن تنمي الاتجاه العاطفي عند الطفل.
10 – أن تعده لحياته الدراسية المقبلة.
ويشير تقرير منظمة اليونسكو الصادر في عام 1967م إلى أن رياض الأطفال تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:-
أ – تكامل نمو شخصية الطفل وتوطيد علاقاته الاجتماعية مع الأفراد والجماعات.
ب – تهيئة الطفل للمدرسة الابتدائية.
جـ – تعهد الطفل ورعايته وإشباع حاجاته للمعرفة والإبداع والاستقلال.
د – نمو الطفل في المجالات العاطفية والأخلاقية والدينية واللغوية والحسية والجسمية.
وتؤكد سهام بدر (1421هـ) بأن هناك أهدافاً رئيسية لرياض الأطفال تستجيب بفاعلية لحاجات طفل الروضة في مثل هذه السن ( 3 – 6 سنوات ). وتتمثل هذه الأهداف في المحاور التي صنفتها الباحثة فيما يأتي:-
1 – أهداف تتصل بالطفل ذاته وما يتعلق بنمو قدراته العقلية والادراكية، ونموه الاجتماعي وعلاقاته بالآخرين، ونموه الجسمي والحركي، ونموه الروحي والديني، ونمو إبداعه العقلي وتطويره، والفني وتذوقه الجمالي.
2 – أهداف اجتماعية وقومية وعالمية تتصل بنمو الشعور الوطني والقومي وحب السلام.
3 – أهداف ترتبط بالتهيئة والإعداد للتكيف مع المرحلة الدراسية التالية للروضة.
4 – أهداف تتعلق بأمن الطفل وسلامته، وسلامة بيئته.
5 – أهداف ترتبط بتنمية المفاهيم نحو حب العمل احترامه.
وبذلك تنطلق أهداف رياض الأطفال المعاصرة من ثلاثة مصادر رئيسة هي:-
أ – طبيعة الطفل والمرحلة العمرية التي يمر بها.
ب – فلسفة المجتمع وعقيدته الدينية وثقافته.
جـ – المجالات والمعارف العلمية وطبيعة الخبرات البيئية المحيطة.
وتقسم الباحثة البدر هذه الأهداف إلى أهداف عامة (تربوية) وأهداف خاصة (تعليمية). أما الأهداف العامة فتستند إلى نظريات في النمو والمعرفة والتعلم، تتبناها وتصوغها في صور وغايات وأهداف كبرى. والأهداف العامة أو التربوية في هذا المستوى هي أهداف واسعة النظام، عامة الصياغة، تتحقق عن طريق أهداف خاصة أو تعليمية تشتق منها. وتتلخص الأهداف العامة ( التربوية ) لرياض الأطفال فيما يلي ": -
1 – تحقيق التنمية الشاملة للأطفال حسياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً.
2 – اكتشاف ميول الأطفال واستعداداتهم الخاصة والسماح لهم بالنمو والظهور في جو يسوده الحرية والانطلاق بعيداً عن الكتب والإرهاق مع مراعاة الفروق الفردية.
3 – إكساب الأطفال المعارف كهدف غير مقصود لذاته، وإنما تأتي نتيجة لمختلف النشاطات التي يمارسها الأطفال.
4 – توثيق الصلة بين ما يتعلمه الأطفال وبين حياتهم وبيئتهم.
5 – تطوير النمو العقلي لدى الأطفال، بتشجيعهم على البحث والاكتشاف.
6 – إثراء حصيلة الأطفال اللغوية من خلال إكسابهم التعابير الصحيحة والتراكيب الميسرة المناسبة لأعمارهم والمتصلة بحياتهم ومحيطهم الاجتماعي.
7 – إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية في مجال الرياضيات والعلوم.
8 – اكتساب الأطفال للعادات السليمة والقيم الأخلاقية والروحية والجمالية والصحية.
9 – تهيئة الأطفال لمرحلة التعليم النظامي، وتعويدهم على الجو المدرسي ونقلهم تدريجياً إلى الحياة الاجتماعية في المدرسة.
10 – تعويد الأطفال على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والاستقلال الذاتي.
11 – تشجيع الأطفال على اتخاذ القرار وإبداء الرأي وتنمية روح المبادأة والتساؤل لديهم.
12 – إطلاق قدرة الأطفال الإبداعية وتعزيزها.
13 – العناية بالأطفال الموهوبين وذوي الحاجات الخاصة.
أما الأهداف الخاصة فقد عرفتها الباحثة على أنها الأهداف السلوكية أو التعليمية أو الإجرائية، والتي تتسم بالتعدد والتنوع والترابط بعضها ببعض على شكل وحدة متكاملة لتحقيق الأهداف العامة لرياض الأطفال. وهذه الأهداف تعنى بجوانب نمو الطفل المعرفية واللغوية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية والجمالية والإبداعية، وتتلخص في المجالات الثلاثة التالية:-
أ – أهداف المجال المعرفي ( العقلي واللغوي ):
وتشمل بوجه عام الأهداف التي ترمي إلى تطوير ذكاء الطفل الذي يتطلب تنمية حواسه وانتباهه، وإدراك وتنمية قدراته على الاستكشاف والتجريب وحل المشكلات. كما تتضمن العمل على تنمية تفكيره وإكسابه المفاهيم واللغة والتعبير بها والإدراك، والذي يتطلب نتيجة حب الاستطلاع لديه، وتعويده على أساليب التفكير وإعمال العقل. ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالمجال المعرفي واللغوي:
1 – تنمية قدرات الطفل العقلية من حيث التذكر، والفهم، والإدراك، والتخيل.
2 – تنمية قدرة الطفل على التصنيف والعد والتسلسل وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة.
3 – تنمية جوانب الملاحظة والاستكشاف والبحث والتجريب.
4 – تنمية قدرة الطفل في التعرف على خواص الأشياء.
5 – تنمية قدرة الطفل على إيجاد العلاقة بين الأشياء ( الصفات المشتركة وغير المشتركة ).
6 – إثراء حصيلة الطفل اللغوية.
7 – تنمية قدرة الطفل على المحادثة والتعبير عن أفكاره ومشاعره.
8 – إكساب الطفل المفاهيم التي تساعده على تنمية مشاعر الانتماء لأسرته.
9 – تنمية بعض المفاهيم الأساسية في مجالات الفن والمجال الاجتماعي.
10 – تنمية قدرة الطفل على التخيل والإبداع.
ب – أهداف المجال الوجداني ( العاطفي والانفعالي والاجتماعي):
هي الأهداف التي تعنى بالأحاسيس والمشاعر والانفعالات، وتركز على ما يراد تنميته في الطفل من أحاسيس وميول واتجاهات نحو نفسه ومن حوله. فهي ترتبط بالتشكيل النفسي والاجتماعي للطفل ذاته (ثقته بنفسه واعتماده عليها وعلاقاته بمن حوله من أفراد وأشياء). ومن خلال تنميته اجتماعياً (بالتمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ في سلوكياته) فيتعلم أن هناك حدوداً مرعية لا يستطيع تخطيها في تعاملاته، وأن هناك آداباً عامة يجب أن يلتزم بها – يلزمه بها الكبار في إطار من الحب والعطف والطمأنينة – وأن يتقبل التوجيه ويتعود المشاركة والعيش مع الآخرين.
ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالمجال الوجداني:
1 – تنمية الشعور بالثقة في النفس وتقدير الذات، والاعتماد عليها والشعور بالمسئولية.
2 – تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو حرية التعبير والمناقشة.
3 – تكوين اتجاهات سلبية نحو الأنانية، وحب الذات، والعدوان والسيطرة.
4 – تنمية قدرة الطفل على الضبط الذاتي لسلوكه والسيطرة على انفعالاته.
5 – تنمية السلوكيات السليمة نحو النظافة والتغذية والمحافظة على الصحة.
6 – تنمية قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.
7 – تنمية الشعور بالمشاركة والرغبة في العيش مع الآخرين، والقدرة على تبادل وظائف القيادة والتبعية.
8 – تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو العمل وتثبيت العادات السليمة المرتبطة به.
9 – تنمية مشاعر الحب والانتماء للوطن وإحساسه بمعنى العطاء والتضحية.
10 – تنمية الشعور بالجمال، وملء نفوس الأطفال بكل ما هو جميل.
جـ – أهداف المجال المهاري ( الحسي والحركي ):
وهي الأهداف الخاصة التي ترتبط بما يراد تنميته لدى الطفل من مهارات حركية جسمية ورياضية، وأخرى حركية تعبيرية فنية. أما الأولى فتعنى بالجانب الحركي الذي يقوم به الطفل من أجل تنمية عضلاته ومفاصله وحركاته المختلفة بغرض بناء الجسم وتنسيق وتآزر حركاته. فتنمية قدرات الطفل الحركية تتطلب إحساسه بالحرية في الحركة والإحساس بالعلاقة بين الحركة التي يؤديها والفراغ المتاح له (الإدراك المكاني) وكذلك العلاقة بين حركته وحركات الآخرين – وللنمو الحركي صلته الوثيقة بالنمو العقلي، فالنمو الحركي وما يصاحبه من نمو عضلي وعصبي، يساعد في تنظيم تحصيل الطفل للجانب اللغوي وأنماط التفكير التي يكتسبها من خلال أنشطته الحركية المتنوعة.
وكذلك فالنمو الحركي له صلة وثيقة بالنمو الحسي، إذ يعتمد إدراك الطفل الحسي لما حوله على لمسه وتناوله والتعامل معه، وهذا ما يؤكده " بياجيه " من ضرورة التركيز على تعامل الطفل مع الأشياء مباشرة كأمر جوهري في عملية تجريد الطفل لأشكالها ولتجريده العلاقات الفراغية التي انبعثت عن هذا التفاعل. وهذا يؤكد أهمية الفرص التي تتيحها الألعاب والمناشط الحرة والأنشطة التعبيرية في تكوين الصور الذهنية المختلفة لدى الطفل واكتشافه وإدراكه لنفسه وللبيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة به.
أما الثانية المرتبطة بالمهارات الحركية التعبيرية الفنية، فهي تعنى بتنمية قدرات الطفل من خلال الفنون (الرسم والتلوين والقص والتركيب والنحت والتشكيل والتمثيل والتعبير بعرائس الأيدي والأصابع والرقص التعبيري والحركات الإيقاعية وأعمال النجارة والاستنباتات … الخ).
ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالمجال المهاري:
1 – تنمية التوافق العضلي / العصبي للعضلات الصغرى والكبرى للطفل.
2 – تنمية التوافق الحركي / البصري، الحركي / السمعي للطفل.
3 – تنمية التآزر بين اليد والعين بصفة خاصة للتهيئة لتعلم الكتابة ( عن طريق رسم الخطوط والأشكال ).
4 – تنمية استخدام حواسه بما يساعده على التفاعل مع البيئة الطبيعية المحيطة به.
5 – تنمية قدرته على الاستخدام السليم والآمن للأدوات والأجهزة.
6 – اكتساب المهارة الحركية التي تساعده على استخدام أعضاء جسمه بطريقة فعالة.
7 – تنمية قدرته على تقليد الحركات.
8 – استثارة طاقات الطفل الإبداعية الكامنة وتوجيهها دون فرض أو إكراه.
9 – تنمية خيال الطفل، وإتاحة الفرص لتفتح طاقاته الإبداعية الكامنة.
و) الأهداف التعليمية العامة لرياض الأطفال بدول الخليج العربية:
من خلال وثيقة الأهداف العامة للأهداف التربوية وأهداف المراحل الدراسية، تم إجمال الأهداف التعليمية العامة لرياض الأطفال لدول الخليج العربية فيما يأتي :
1- رعاية حياة الطفل، وفطرته، ونموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة وفق المفاهيم الإسلامية.
2- غرس المفاهيم الإسلامية، وتكوين العادات والاتجاهات الحميدة، والمناقب الاجتماعية المرغوب فيها، والعادات الصحية، والسلوكية السليمة المرغوبة دينياً واجتماعياً.
3- العناية باستعدادات الطفل وقدراته، وتعويده الحياة المدرسية استعداداً لعمليتي التعليم والتعلم.
4- الانتقال المتدرج من النظرة الذاتية إلى النظرة الجماعية.
5- اكتساب بعض المعلومات التي تساعد على استخدام أعضاء الجسم بطريقة فاعلة، تحفظ له صحته وسلامته.
6- اكتساب بعض المعلومات الضرورية لممارسة النشاط والتفاعل مع المجتمع الجديد.
7- تكوين اتجاه إيجابي نحو الذات، ونحو الأسرة، ونحو المدرسة.
8- اكتساب الأطفال مهارات لغوية تتجلى في الاستماع والفهم، والتعبير، والحفظ من خلال أنشطة تفاعلية مناسبة.
9- رعاية الرغبة في التعلم لدى الأطفال، وتلبية احتياجات حبهم للاستطلاع والاستكشاف.
10- تنمية التذوق الفني والجمالي لدى الأطفال من خلال الأنشطة الصفية وغير الصفية.
11- تنمية النشاط الحركي المنظم، وتوجيهه للمحافظة على صحة الفرد وسلامته، واكتساب ما يتضمنه من خبرات.
12- تنمية حواس الطفل بما يساعده على التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة به.
أهداف رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية:
حددت سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية أهداف التعليم لرياض الأطفال كما يأتي :
1 – صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة متجاوبة مع مقتضيات الإسلام.
2 – تكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد، المطابق للفطرة.
3 – أخذ الطفل بآداب السلوك، وتيسير امتصاصه الفضائل الإسلامية، والاتجاهات الصالحة بوجود أسوة حسنة وقدوة محببة أمام الطفل.
4 – إيلاف الطفل الجو المدرسي، وتهيئته للحياة المدرسية أو نقله برفق مـن ( الذاتية المركزية ) إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أترابه ولداته.
5 – تزويده بثروة من التعابير الصحيحة والأساسيات الميسرة والمعلومات المناسبة لسنه والمتصلة بما يحيط به.
6 – تدريب الطفل على المهارات الحركية وتعويده العادات الصحيحة وتربية حواسه وتمرينه على حسن استخدامها.
7 – تشجيع نشاطه الابتكاري وتعهد ذوقه الجمالي وإتاحة الفرصة أمام حيويته للانطلاق الموجه.
8 – الوفاء بحاجات الطفولة وإسعاد الطفل وتهذيبه في غير تدليل ولا إرهاق.
9 – التيقظ لحماية الأطفال من الأخطار وعلاج بوادر السلوك غير السوي لديهم، وحسن المواجهة لمشكلات الطفولة.
أهمية رياض الأطفال والتأثير الإيجابي لالتحاق الأطفال بها:
أجمع علماء التربية على أن برامج مؤسسات رياض الأطفال لها أثارها الإيجابية على الطفل الذي التحق بها قبل توجهه إلى المدرسة الرسمية، ومن هذه الإيجابيات:
- تهيئة وتحضير الطفل للمدرسة، بحيث لا يتم نزعه فجأة من حضن أمه.
- توفير المناخ المناسب لتطوير فكر ومعرفة وخيال الطفل وتطوير شخصيته وإشباع حاجاته.
- رعاية نموه جسديا، وذلك برعاية وتنمية عضلاته الكبيرة والصغيرة عن طريق التمارين والألعاب المدروسة الهادفة وتنمية مهارات استخدام يديه وأصابعه في الإمساك والقص والبناء والطرق والتجميع.
- رعايته اجتماعياً بالمساندة والتوجيه والإرشاد، ومنحه الثقة بالنفس للتحدث والتعبير عن رأيه وتنمية قدراته في الاختيار والمشاركة والتعاون وأخذ القرارات، وكذلك تمكينه من استيعاب النظام المدرسي واحترام الآخرين من زملاء أو معلمات وانتهاء بالمسئولين والسلطات.
- تنمية قدراته اللغوية وذلك عن طريق محادثة معلمته وزملائه وتقليد الأصوات ثم استخدامه ألفاظاً دارجة ومفاهيم أساسية.
- رعاية وتنمية الجوانب العاطفية وذلك بالتعبير عن مشاعره ومنحه الثقة في تحمل المسئولية وتقويم عمله.
- تنمية النواحي الدينية وزرع القيم.
- وضع أسس السلوك السليم لديه، وذلك بإلمامه ببعض عبارات التحية والسلام، وأن ينحو نحو الفضائل كالحب والتسامح والصدق، والابتعاد عن الرذائل كالكذب والشتم والإيذاء (.
وهناك شواهد كثيرة ومتعددة تبرز أهمية رياض الأطفال كمرحلة، وتأثيرها الإيجابي على مستقبل الحياة للأطفال. فقد ثبت بأن الالتحاق ببرامج رياض الأطفال يعزز النمو المعرفي لدى الأطفال ويعدهم للنجاح في المدرسة. وعلماء النفس يدركون الفوائد العقلية والاجتماعية للأطفال من تجربتهم في برامج التعليم ما قبل الابتدائي للمرحلة العمرية (3-6) سنوات .
وقد وجدت مؤسسة هاي سكوب البحثية التربوية High/Scope Education Research Foundation في أمريكا أن البالغين الذي نشئوا في أسر فقيرة وسنحت لهم الفرصة للالتحاق ببرامج رياض أطفال ذات نوعية عالية، عندما كانت أعمارهم ثلاث أو أربع سنوات كانوا أقل جرائم، وذوي دخل اقتصادي عالٍ، وناجحين في حياتهم الزوجية.
وأن الفشل في الدراسة يمكن أن يعزى إلى سنوات الطفولة المبكرة . ووجدت إحدى الدراسات العلمية أن للالتحاق بالروضة أثراً على الاستعداد القرائي للأطفال .
كما وجد (Collins , 1994) وآخرون أن برامج الرياض تزيد القدرات الفنية التكاملية عند الأطفال، وفي دراسة (Guadalupe , 1994) وجدت الباحثة تأثيراً إيجابياً لبرامج رياض الأطفال في مساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والشخصية والأكاديمية .
هذا وتظهر الدراسات والبحوث التربوية في هذا المجال أيضاً أن مرحلة الطفولة المبكرة تمثل جانباً حاسماً ومهماً في حياة الشخص وبناء شخصيته، وتطوير قدراته المختلفة: من عقلية ونفسية واجتماعية وفسيولوجية، كما أن لهذه المرحلة أثراً كبيراً على النتاجات التعليمية في المراحل الدراسية اللاحقة. هذا وتعد مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة هامة جداً في بناء شخصية الطفل وتطوير قدراته المعرفية والاجتماعية والجسمية، فهي تشكل طوراً هاماً في ذكاء الطفل، فقد أشارت دراسات كثيرة ومنها دراسة بنجامين بلوم الشهيرة (1964م ) إلى أن نسبة 80% من تباين الأفراد في سن الثامنة عشرة يرد إلى أدائهم العقلي في السنوات الأولى من عمرهم .
ووضح مرسي وكوجك (1987م) أن السنوات الأولى من حياة الطفل مرحلة تكوينية تتقرر فيها أساسيات شخصية الفرد وخصائصه الانفعالية والاجتماعية وعاداته ومستوى ذكائه إلى حد كبير.
وفي دراسة لهيفرمان (Hefferman, 1996) عن أهمية مرحلة رياض الأطفال في تنمية استعداد الأطفال للتعليم وتنمية الدافعية لديهم، أن الخبرات المقدمة للأطفال في تلك الرياض تدفع الطفل إلى حل مشكلات معقدة، كما تبين نمو ذكائه ونمو استعداداته للتعلم أكثر من الذين لم يلتحقوا بهذه المرحلة. وتوصل فرانسيس وكريج (Frances and Craig, 1990) إلى أن خصوبة البيئة التعليمية لطفل ما قبل المدرسة تدعم تطوره المعرفي وتزيد من فرص الاكتشاف والتجريب لديه .
كما توصل العفنان (1414هـ)، في دراسته المعنونة "مقارنة بين أطفال المرحلة الابتدائية الذين التحقوا والذين لم يلتحقوا برياض الأطفال في الدافعية نحو التعلم والتحصيل الدراسي" إلى وجود فروق واضحة ودالة إحصائياً لصالح الأطفال الذين درسوا في مؤسسات رياض الأطفال قبل بداية دراستهم الابتدائية وذلك في الدافعية والتحصيل الدراسي.