الاثنين، 16 أبريل 2012

منهج ريجيو إميليا


"ريجيواميليا"

يعد منهج ريجيو اميليا من احد نظم المناهج والذي يوفر الفرص للأطفال من الميلاد حتى عمر السادسة ؛ حيث يعمل المنهج على زيادة نمو الاطفال العقلى، ومعتمدا علي بناء بيئة تعليمية تعمل علي تشجيعهم على التعبير عن أنفسهم واختيار موضوعات تقدم في صورة مثيرات متعددة (الرمزيات) مثل الكلمات والحركات والرسم والموسيقى وألعاب الظل والدراما .

ويزودنا بطريقة جديدة للنظر إلى الطفل على انه منظم ومشارك في العملية التعليمية والنظر إلى دور المعلم التنظيميوالإرشادي واستخدام البيئة الطبيعية وتنظيم البيئة الفيزيقية والتخطيط المنهجي لتحقيق الخدمات التعليمية المقدمة للأطفال

ويعتمد منهج ريجيواميليا على أسس في فلسفته هي :

1.    دور البيئة

2.    المعلمين

3.    المشاريع العميقة المدى كأداة للتعلم

4.    مثيرات المتعددة للأطفال

ويعد إشراك الآباء في عمليات التخطيط والتقييم ووضع سياسة المدرسة من خلال الاجتماعات الدورية ركيزة أساسية في منهج ريجيواميليا . ويتم تقييم وتوثيقاعمال الاطفال فى صورة ملفات لكل طفل بهم  مع مراعاة الفروق الفردية بينهم و على أساس قدراتهم جميعا من خلال ملف لكل طفل يوضح مدى تطوره ونموه .

منهج ريجيواميليا يعد منهج دراسي، تتاسس موضوعاته على المشاكل الواقعية ، وتجيب على الأسئلة التي تشغل ذهن الطفل، والاهتمام الاجتماعي

وإعداده ليكون فرداً نافعاً في المجتمع . كما أن مضمون المنهج يبنى على ممارسة طرق التعلم المتنوعة وإشباع الحاجات النمائية والقدرات والاهتمامات لجميع الأطفال.


هو منهج يعتمد على زيادة التطور العقلي لتفكير الأطفال من خلال لغتهم الطبيعية ، أو من خلال الأنماط التعبيرية المختلفة ، وتشمل : الكلمات والحركات والرسم والتلوين والبناء والدراما والموسيقى

ووظيفة المنهج هو أن يوضح ويشرح ويوجه المعلم بكثير من المرونة للعمليات التي ينبغي أن يتضمنها البرنامج حتى يكون مناسبا للأطفال والآباء والمعلمين

ويبنى منهج ريجيواميليا أساسا على الأطفال ، وينظر إليهم كأفراد ذو مهارات وقدرات واهتمامات ومواهب متعددة ، ويتيح للمعلم التخطيط للأنشطة والخبرات من خلال عمل المشروعات التعليمية والتي تحفز عنصر الاكتشاف لديهم وتتيح لهم التعبير عن أنفسهم وانفعالاتهم ومشاعرهم والإجابة عن تساؤلاتهم المحيرة ويمثل إنتاجهم العلمي فهمهم واستيعابهم للخبرة التي يمرون بها من خلال اللغات الرمزية المتمثلة في أنشطة اللغة ، والحركة ، والفن ، والموسيقى

ويعكس منهج "ريجيواميليا" نظريات "جون ديوى وجان بياجيه" و"فيجونسكى" و"برونر" والنظرية البنانية ونظرية جاردنر للذكاءات المتعددة حيث أنه منهج يربط بين النظرية والممارسة .

ويحتوى المنهج على ثلاثة عناصر رئيسة:

 

1.     الخصائص المنظمة البيئة الفصل الدراسي .

2.     التفسير الشامل لدور المعلم فيما يتصل بالأطفال والآباء والمعلمين الآخرين.

3.     الخطوط المحددة لتنمية استخدام اللغات الرمزية بين الأطفال مع مراعاة الفروق الفردية .

نشأة منهج "ريجيواميليا

 

بدأ منهج "ريجيواميليا" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فى ربيع عام (1945) وذلك في قرية صغيرة تسمى (فيلاسيلا) وهى على بعد أميال قليلة من مدينة "ريجيواميليو"  وهي مدرسة قام العامة ببنائها وتولوا ادارتها وقد قاموا بتمويل المشروع بحصيلة بيع الدبابة الحربية والعربات وبعض الجياد التي تركها الألمان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية

وما حدث في (فيلاسيلا) كان الشرارة الأولى لمدارس منهج "ريجيوإميليا" حيث بدأت كثير من المدارس في الظهور في الأحياء والأجزاء الفقيرة في المدينة وكل هذه المدارس يديرها الآباء ، وبعد كثير من الجهد والعمل ، ومن خلال أنشطة المدرسة الناجحة زادت معرفة الناس بمدارس "ريجيوإميليا" ، وكان يجب الانتقال إلى المدينة لكي يتعرف الناس على هذه المدرسة ، لذا خرجت المدرسة إلى المناطق المفتوحة أمام الناس في المنتزهات والميادين ، لعرض الأنشطة المدرسية ، وحينما رأى الناس ذلك أصابتهم الدهشة .

ويفترض منهج "ريجيوإميليا" أنه ليس أمرًا مفروضاً أن تعلم الأطفال الأرقام والكميات والتقسيم والأبعاد والأشكال والمقاييس والتحولات والبقاء والتغير والسرعة  والفراغ  لأن مثل هذه الخبرات ترتبط بالخبرات اليومية في الحياة واللعب والتفاوض والتفكير والتحدث . وكان هذا تحدى كبير في إيطاليا حيث تحرر منهج "ريجيوإميليا"  من التربية التقليدية الموجودة بالمدارس التابعة للكنيسة ، سواء من حيث الإدارة الدينية للمدرسة، أو التعلم النمطي الذي يقولب الطفل في إطار معين .

ومن أسباب الهجوم على مدارس "ريجيوإميليا"  أن برامجها كانت تلقى الضوء على نواحي القصور في المدارس الدينية التي عجزت عن تجديد المنهج القويم القائم على الوصاية على الأطفال في التعليم ، والزيادة الكبيرة في التأثير الثقافي لخبراتها فالعمل والمناقشات الاجتماعات ساهمت في معرفة قومية بمدارسها التي تدير شئونها الهيئات المدنية في المدينة.

فلسفة منهج "ريجيواميليا"

يقدم منهج "ريجيواميليا" آراء حول تطوير المجتمع الإنساني عن طريق مساعدة الأطفال لاستغلال إمكانياتهم الكاملة سواء كانوا أطفال عاديين أو ذوى الاحتياجات الخاصة لينظر المنهج لهم على أنهم جسد وروح والتعليم الجيد هو الذي يوازن بين التفكير والمهارة والشعور ليخاطب الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية ويركز على نموهم جسديا وعاطفيا .

كما يعتمد المنهج على العمل التعاوني بين أفراد العملية التعليمية لخلق سياق اجتماعي، بالإضافة إلى تبنى التربية كجزء من دعم النظام في المدارس كما يكون التعلم في سياق آنساني يتعلم فيه الأطفال بشكل أفضل حيث يعنى التعلم مع الآخرين ومن أجلهم والتعلم بصورة اجتماعية وليس بشكل فردى وذلك لجعلهم قادرين على التواصل مع مجتمعهم.

ويعتمد منهج "ريجيواميليا" في فلسفته على مراعاة حقوق الأطفال وحقوق المعلمين وحقوق الآباء وذلك في ظل ميثاق حقوق للطفل والمعلمين والآباء في تناغم وتضافر مع مكونات هذه المدارس .

ويعتمد منهج "ريجيواميليا" في فلسفته على الأمور التالية :

1-  تركيز التعليم على الطفل وعلاقته بالأطفال الآخرين والأجهزة الأخرى مثل الأسرة والمعلمين والمجتمع والمدرسة .

2-  أن المدرسة أكثر شبها بالمنزل . فالبيئة تشجع على التعلم. وهى مهيأة بحيث يتفاعل التلاميذ بسهولة مع المعلمين وغيرهم من الأطفال . كما تسمح بأن يعمل الأطفال بمفردهم إذا ما رغبوا في ذلك .

3-  المنهج لا يسير وفق جدول تم إعداده ، ولكن يسمح للأطفال بأن يسير وفق قدراتهم الخاصة في التعليم وفق اساليب التعليم learing style  المناسبة لكل طفل .

4-  يعتمد المنهج على نظام الحلقة Based on Looping ؛ فكل معلم يظل مع نفس المجموعة من الأطفال في دورة مدتها ثلاث سنوات ، تسمى الدورة المدرسية وذلك يسمح بمعرفة المعلمين لأساليب تعلم التلاميذ وبناء علاقات قوية مع الأطفال .

5-  المعلمون آباء ، ويوجد معلمين لكل فصل ، وكلا المعلمين لها نفس المكانة لها أحد منها مسئول . فلا يوجد ناظر للمدرسة ولا توجد علاقة هرمية بين المعلمين .

6-  بناء علاقة والدية إيجابية من خلال إتاحة الفرصة للآباء للمشاركة عن طريق عقد لقاءات بين الأطفال والمعلمين والآباءقبل التحاق الطفل بالمدرسة ، كما يمكن أن تتم مشاركة الآباء مباشرة في عملية التوثيق ، والاتصال بين الآباء والمعلمين عندما يأتي الآباء لأخذ أبناءهم من المدرسة ، والحفاظ على المبنى والحديقة وإصلاح الأثاث ودهان والأدوات واللعب وكذلك الاحتفالات والحفلات ،اختيار أعضاء مجالس المدرسة، إعداد الوجبة المتوازنة للأطفال أو إلقاء محاضرات بحيث يلقى كل ولى أمر محاضرة في مجال تخصصه، وعمل أبحاث لإيجاد إجابات حول أسئلة ومشكلات تواجه التعليم بالمدارس .

أسس منهج "ريجيواميليا"

1-   البيئة التعليمية :

إن البيئة المصممة جيدًا تساعد على راحة للأطفال ، وتزيد من قدرتهم على الاستيعاب . وتتكون البيئة التعليمية - سواء داخل قاعات الدروس أو خارجها - من فضاء جيد ، ومناطق للراحة ، وأثاث سليم ، ورؤية متاحة لما يحيط بهم . والبيئة التعليمية الهادفة السليمة تساعد على إشباع حاجات الأطفال ، وتنمى صحتهم العاطفية ، وتساعدهم على التعامل مع المشكلات التي سوف يواجهونها ، وتقوم تصميم البيئة على أساس فلسفة المنهج وأهدافه التربوية ، وتدعم عندهم الفضول والاستكشاف والإبداع والتعاون والانفتاح والحب والثقة .

وتصميم البيئة في المنهج بطريقة هادفة تدعو الأطفال إلى الاستكشاف والتفكير في الأحجام ، والأشكال ، والروائح ؛ بالإضافة الي المكان المكون لبيئة التعلم ، كما يجعلهم يرون الأشياء التي قاموا بتصنيعها في الماضي ويطورا من أعمالهم في   المستقبل .

وبيئات المدارس في "ريجيواميليا" هي بيئات جميلة ، بسبب التصميم الواعي للمساحة ، والتنظيم الحريص للأفكار ، والاستخدام الجيد للضوء والألوان . وتم اختيار البناء والأثاث والمواد لزيادة المواجهات بين الأطفال مع الأشياء في الواقع ؛ فإن البيئة تم التعامل معها كمدرس ثالث ؛ حيث تم تصميمها للتشجيع ودعم تعلم الأطفال .

 

وتمثل البيئة في المنهج المعلم الثالث  للطفل بعد المعلمين الاثنين داخل قاعة النشاط ، وهي استراتيجية قوية للمعلمة لتكون لديها فرصة لمناقشة صور ورسوم  الأطفال ، وما هو شكل أعمالهم ومنتجاتهم من خلال الخبرات المقدمة إليهم .

2-  اللغات الرمزية

إن اللغات الرمزية هي رموز وإشارات يستطيع بها الأطفال التعبير عن أرائهم وأفكارهم ومدى فهمهم للمعلومات التي يستكشفونها. كما أنها وسيلة يقوم بها الأطفال والمعلمون لصياغة موضوعات متعددة وتقديمها للأطفال ليكتسبوا المفاهيم المتعددة.

والأطفال يحتاجون ويريدون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الرسم والنحت والحركة والموسيقى والعرائس والحركة ، وغيرها من الوسائل المتعددة وعن يعبر الأطفال عن أنفسهم عن طريق هذه اللغات الرمزية فإنهم يتعلمون لرؤية الأفراد والأشياء من منظور مختلف ومتعدد .

3-  دور المعلم

يعد المعلمون في هذا المنهج إعداد جيد فهو يعطى لهم استقلالية في العمل مع الأطفال من خلال النظر إلى المؤشرات التالية : (39 , 1998)

يدرس المعلمون ممارسات التعليم.

·        يعتبر الأطفال قادرون على اجتياز المهارات التي يكتسبونها.

·        يدرك المعلمون أنهم باحثون مستمرون لما يفعله الطفل.

·        استخدام  دليل يشرح تحركات وتصرفات الأطفال.

·        يبحث المعلمون عن التعليم وليس مجرد الحفظ والتلقين واقتباس أفكار من آخرين.

·        توثيق العلاقات مع زملائهم.